عليكم انفسكم
المحاضرة الاولى
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
هناك مسائل واقعية يحتاج اليها المجتمع وهي لا تحل بشكل مناسب فلابد من وجود الحلول المناسبة
والعقل وحده لايصل الى هذه الحلول انما يؤخذ الحل من القران الكريم واقوال الائمة عليهم السلام
من تلك المشاكل مثلا نسمع شهر رمضان ربيع القران والكثير من المسلمين يختمون القران مرة او مرتين ولكن لايخرج بحصيلة , القران يصف نفسه ويقول ((تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ))
فلو اخذنا هذه الفكرة من القران وتاملنا ماهي الموانع التي تمنع الانسان من الاستفادة من القران
فلا نتكلم في استنتاجات العقل لانه وحده لايصل الى الحل كما قلنا
نفس القران يطرح هكذا مشكلة ويطرح حلولها
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }محمد24
فتشخيص المشكلة واصلها وموضوعها هو القلب وهي لاتختص بزمن معين بل هي مشكلة ممتدة لزمن اطول والقران لا يتكلم بالجزئيات والحدسيات
اذن عندما نقرا القران فالمشكلة اين تقع ؟
بعض الكتب طرق فكرة او قاعدة ذهنية وهي عندما تدرس الى ماذا تريد ان تصل ؟ الى غاية معينة ام لا ؟ اذ بدونها لا منفعة من الدراسة
نفس الفكرة نستفيد منها فاذا لم تكن هناك رغبة في المنفعة من القران فلا فائدة من قراءته
نسال هذا السؤال وهو القران يمثل اي رقم في حياتك ؟ هل هو رقم واحد او اثنان او ثلاثة ...ولكل مرتبة فهما الخاصة .
لذلك القران عندما يعظم نفسة
{لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }الحشر21
((قرآن حكيم ))
يحاول دفع نفسه نحو المرتبة الاعلى , لو تاملنا نجد ان القران يقول ارفع من قيمتي تفهم
مثلا من خصائص النبي (ص ) اذا عظمته في داخلك يترك اثر في النفس , والقران والنبي هما شي واحد
فلو سالنا القران هذا السؤال كيف نستفيد منك ؟ ما هي ماهيتك ؟ كيف ننتفع منها ؟
{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ }{فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ }عبس13 {مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ }عبس14
والقران يذكر في اكثر من اسم منها ((الصحف ))
فاذا كانت كذلك فلا يلمسها الا المطهر المكرم الرفيع فلا نتوقع من غير الكريم ان يصل الى الكريم او غير الطاهر اليه او الوضيع الى الرفيع
وهذه الصحف هي كريمة فهي كثيرة العطاء مطهرة و غزيرة الطهارة وهي رفيعة متعالية عن كثير من الموجودات .
والذي يكون بتماس مع هذه الصحف فسيكون مع مرور الوقت طاهر كريم رفيع ,فيكون كريم مع كل شئ مع الله مع الناس مع الاهل مع الاصدقاء , ويكون طاهر فلا يتخيل الذي يعيش مع القران ان يكون غير طاهر او يكون وضيع او غير مكرم
اذا كيف يكون الانسان كريما ؟ ومتى يمس هذا الموجود الطاهر ؟ وكيف يكون طاهر ورفيع ؟
الجواب : مطهرة : ذكرت هذه اللفظة في القران كثيرا (( وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ }البقرة222((ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ )) الأحزاب53 ذكرت الطهارة في اكثر من موضع
تارة هذه الطهارة ناتجة من سلوك معين داخلي او خارجي وان مكانها القلب ((َطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ))
وهذه حقائق القران تقول طهر قلبك واقدم الي , مثلا اذا كان شخص متكبر فالقران يتعالى عليه , وتعالي القران تعالي مؤلم جدا يؤذي القارئ , مثلا اذا كانت عندك ضغينة فالقران يغلق نفسه امامك فلا تفهم ماذا يريد منك {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }المائدة90
فهذه المصاديق جميعا تودي الى غلق القران نفسه امامك وكذلك {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ }المائدة91